إِلى عَرَفـاتِ اللهِ يـا خَـيرَ زائِرٍ * عَلَيكَ سَـلامُ اللهِ في عَرَفـاتِ
وَيَومَ تُوَلِّي وِجهَةَ البَيتِ نـاظِرًا * وَسيمَ مجَالى البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفْقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ * تَزُفُّ تَحـايـا اللهِ وَالبَرَكاتِ
لَدَى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ * رَسـائِلُ رَحْمـانِيَّـةُ النَفَحـاتِ
وَفي الكَعبَةِالغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ * بِكَعبَـةِ قُصّـادٍ وَرُكنِ عُفـاةِ
وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيـكَ أَعيُنـًا * مِنَ الكَوثرِ الْمَعسولِ مُنفَجِراتِ
لَكَ الدينُ يارَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُم * لِبَيتٍ طَهورِالسـاحِ والشرفات
أَرى الناسَ أَفواجا وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ * إِلَيـكَ انتَهَوْا مِن غُربَةٍ وَشَتـاتِ
تَساوَوْا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ * لَدَيْكَ ، وَلا الأَقـدارُ مُختَلِفـاتِ
وَيا رَبِّ هَل تُغني عَنِ العَبدِ حَجَّةٌ * وَفي العُمـرِ مـا فيـهِ مِنَ الْهَفَواتِ
وَتَشهَدُ ما آذَيتُ نَفسـًا وَلَم أَضِرْ * وَلَم أَبغِ في جَهري وَلا خَطَراتي
وَلا حُمِّلَتْ نَفسٌ هَوًى لِبِلادِها * كَنَفسِيَ في فِعـلي وَفي نَفَثـاتي
وقدمت اعذارى وذلى وخشيتى وجئت بضعفى
شافعا وشكاتى وانت ولى العفو فامحو بناصعا من الصفح
مازودت من صفحات
ومن تضحَكِ الدُنيا إِلَيهِ فَيَغتَرِرْ * يَمُتْ كَقَتيلِ الغِيدِ بِالبَسَماتِ
اذا زرت بعد البيت قبر محمد * وَقَبَّلتَ مَثوى الأَعظُمِ العَطِراتِ
وَفاضَتْ مِنَ الدَمعِ العُيونُ مَهابَةً * لأَحْمَـدَ بَينَ السِـترِ وَالحُجُـراتِ
وَأَشـرَقَ نورٌ عنـدَ كُلِّ ثـَنِيـَّةٍ * وَضاعَ أَريجٌ تحتَ كُلِّ حَصاةِ
فَقُل لِرَسولِ اللهِ : يا خَيرَ مُرسَلٍ * أَبُثُّكَ مـا تَـدري مِنَ الحَسَراتِ
شُعوبُكَ في شَـرقِ البِـلادِ وَغَربِهـا * كَأَصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ
بِأَيْمـانِهِـم نُوراها : ذِكرٌ ، وَسُنـَّةٌ * فَما بالُهُم في حالِكِ الظُلُماتِ
فَقُل : رَبِّ وَفِّقْ لِلعَظائِمِ أُمَّتي * وَزَيِّنْ لَها الأَفعالَ وَالعَزَماتِ